الإمارات ترعى 3 أطفال أثيوبيين سلمتهم سفينة إلى حرس السواحل

من طرف **العين داري** السبت أبريل 26, 2008 10:17 am

تستضيف الإمارات ثلاثة أطفال أثيوبيين سلمهم قبطان سفينة كانت في رحلة بين جيبوتي ودولة آسيوية إلى قوات حرس السواحل في رأس الخيمة بعد أن رست السفينة في مينائها، وفق مصدر مطلع في وزارة الداخلية.

وقال المصدر لـ ''الاتحاد'' أمس إن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وجّه ببحث حالة الأطفال النفسية والصحية وتقديم كل وسائل المساعدة لهم ليعودوا إلى بلدهم سالمين. وفي الوقت نفسه أمر سموه، وفق المصدر، بإجراء تحقيق موسع للتثبت من روايتي قبطان السفينة والأطفال حول قصة خروجهم من أثيوبيا والتأكد من عدم تعرضهم لأيٍ من أشكال الاستغلال، سواء من طاقم السفينة أو قريبهم المجهول الذي قالوا إنهم كانوا ينوون الهروب إليه في بريطانيا. وتستهدف التحقيقات التي بدأتها الفرق الأمنية المختصة حماية الأطفال من أي عملية استدراج أو محاولة للاتجار بالبشر.

وأضاف المصدر أن الأطفال''ا.ج'' 15 سنة، و''ت.ج'' 13 سنة، و''ف.ا'' 14 سنة، أفادوا أنهم اختبأوا في غرفة محركات السفينة وأنهم ''هربوا من ظروف الفقر والحاجة'' عازمين التوجه إلى بريطانيا لملاقاة قريبهم.

وأفاد القبطان، طبقا للمصدر الأمنى، أنه خلال توقفه في موانئ إحدى الدول بطريق سير السفينة اكتشف وجود الأطفال الثلاثة على متنها بعد أن تسللوا إليها خلسة في ميناء جيبوتي. وزعم أنه أبلغ سلطات تلك الدولة فأمرته بإعادة الأطفال إلى بلدهم فورا، لكنه توجه إلى دولة آسيوية أخرى ضمن خط سيره المقرر، وهناك أبلغ السلطات التي أبلغت بدورها السفارة الاثيوبية دون أن تسمح للأطفال بدخول البلاد، وطلبت منه انتظار مندوب السفارة.

وأشار المصدر الأمني إلى أن القبطان روى أنه لم ينتظر قدوم المندوب نظراً للتكاليف الباهظة التي يتوجب عليه دفعها رسوما للميناء، فأبحر قادما إلى الإمارات. وأوضح المصدر أنه ما إن وصلت السفينة إلى ميناء صقر في رأس الخيمة حتى استقبلت قوات حرس السواحل في القوات المسلحة والسلطات المختصة الأطفال وطمأنتهم، ثم اتخذت شرطة رأس الخيمة إجراءات تسلمهم.

وأشار إلى أن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وجّه بتحريك سيارة إسعاف وإنقاذ لإحضار الأطفال وتهيئة مكان ملائم لهم في قسم الدعم الاجتماعي بشرطة أبوظبي مع بدء تحقيق موسع في حالتهم.

وأوضح المصدر أن الأطفال الثلاثة أفادوا أنهم كانوا، نتيجة ظروف الفقر التي يواجهونها، ينوون السفرإلى بريطانيا حيث يوجد قريب لهم اعتاد تقديم المساعدات المالية إليهم، فتسللوا إلى غرفة المحركات دون أن يشعر بهم أحد، لكنهم حينما نفدت الأطعمة التي كانت بحوزتهم خرجوا إلى سطح السفينة.

وأكد مصدر وزارة الداخلية أن الأطفال قالوا إنهم تعرضوا إلى معاملة سيئة وأرغموا على تنظيف السفينة نظير تقديم الغذاء لهم، وأنهم أبدوا امتنانهم لأفراد حرس السواحل والشرطة بعد أن شعروا بالأمان فور وصولهم إلى الإمارات.

من جهته، قال مصدر في اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر إن ''وزارة الداخلية أطلعت اللجنة على حيثيات الموضوع للشروع بدراسته لتقرير ما إذا كان يندرج تحت القانون رقم 51 لسنة 2006 الخاص بمكافحة الاتجار بالبشر أم لا بعد تحصيل كل الدلائل والقرائن الأخرى ذات العلاقة، فضلا عن إجراء الاتصالات بالجهات المعنية في أثيوبيا لتأمين عودة الأطفال إليها سالمين''.

ويعد القانون الاتحادي رقم 51 لسنة 2006 واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر جزءاً من استراتيجية وطنية تعمل على تطوير التشريعات والقوانين ذات الصلة بالموضوع وتمكين الجهات المعنية من تطبيق إجراءات رادعة ووقائية وتأمين الحماية لضحايا هذه الجرائم وتوسيع آفاق التعاون ثنائيا ودوليا لمكافحتها.

وأصدر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر مؤخرا قرارا بإنشاء مراكز إيواء بالدولة للنساء والأطفال ضحايا جرائم الاتجار بالبشر.

وثمن مصدر اللجنة دور وزارة الداخلية في تعاملها مع القضايا الإنسانية ببعد حضاري وتقديم كل وسائل العون للأطفال الثلاثة، مؤكدا مضي الدولة بعزم على مكافحة جميع الأشكال أو الممارسات التي تطال كرامة الإنسان سواء ما يتعلق منها بالاتجار بالبشر أو شبهاته.

وأوضح المقدم الدكتور خالد سعيد النقبي رئيس قسم الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي أنه تنفيذا لتوجيهات سمو وزير الداخلية انتدب أخصائي اجتماعي وفريق طبي لإحضار الأطفال إلى القسم للتعرف على حالاتهم الصحية وإجراء الفحوص الطبية والمخبرية والنفسية الشاملة لهم للتأكد من عدم تعرضهم لأي اعتداءات، فضلا عن إعداد تقرير طبي مفصل بحالاتهم والتنسيق مع سفارة بلدهم تمهيدا لإعادتهم إليها